روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | لو كان عندي.. أولاد أكثر!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > لو كان عندي.. أولاد أكثر!!


  لو كان عندي.. أولاد أكثر!!
     عدد مرات المشاهدة: 3087        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا سيدة ابلغ من العمر 38 سنة متزوجة من زوج طيب وعلى خلق ولله الحمدلي من الابناء ولد وبنت انجبتهم في سن مبكرة

مشكلتي اولادي كبر ووصاروا في مرحلة الاستقلالية بانفسم مانجبت بعدهم اطفال بسبب عقم اصاب زوجي.

احببت زوجي ومارضيت اتركة لانة لمن اصيب كان طفالي لسة صغار الحين بعدماكبروا ينتابني شبح الوحدة وانوالحياة مملة مالها لا طعم ولا لون

مع ان زوجي مومقصر في اسعادي بس برضو حاسة حياتي ناقصة بدون اطفال يملون البيت وعندي شبح الخوف اني اكبر وصير مركونة علي الرف ومحد يرغب فيني.

وان جمالي يروح مع ان فية من قريباتي تزوجو بعدي بسنوات طويلة بعدماخلصو دراسة والحين ابناؤهم صغار ويحسبونهم اصغر مني بل عمر مع انهم اكبر مني

تجيني حالة ملل وكتئاب وضيقة من الي حوالي اقول بيني وبين نفسي بيتزوجو اولادي وصير شخص وحيد ما له هدف لمن تصير جلسات نسائية اكثر شخص احس مالو داعي انا لأنهم اغلب الوقت يسوالفون عن اطفالهم

اخت زوجي تقوالي قبل كم يوم بعد زيارتها لي بناتي ميحبون يجون عندك عشان ما عندك اطفال مع ان اخت زوجي انا وهي بينا سنة بل عمر فقط بس هي وصلت لمرحلة العنوسة وتزوجت وبناتها الحين اصغار اااة

أحس بقهر مدري من شنو هل من نفسي الي مو عارفة اروضها عشان تتقبل الوقع ولا من الزمن الي مخاصمني وموعارفة اتصالح معاة ابي شي يريحني.

أحلم دايم وحنا بسيارة تكون لسيارة مليئة اطفال هذا يطلع وهذا يصرخ وهذا يضرب اخوة وبل بيت اتخيل اني اصبخ اكل كثير وبعضهم ما يلحق ياكل يووة احلام مدري من وين تجي لمن نروح مكان وشوف جمعة اطفال اجلس احسبهم وقول لو هم عندي بستانس اكثر

يارب مابي اكون حسود ولا ابي اهصفة فيني بس خايفة هصفة تصيرفيني واخذ ذنب فكرت اكمل دراسة عشان اطلع من شبح الملل وبيني وبين نفسي اقول شنو باستفيد

وأحيانا اقول ابغا اتطلق من زوجي والحق اجيبلي طفل قبل مايروح العمربس احب زوجي وما ارضا اتخلي عنه فيني كآبة وملل ومدري شنو اقول

بسم الله الرحمن الرحيم.

أنجبت أولاداً في سن مبكرة، ولم تتمكني بعد ذلك من الإنجاب بسبب مشكلة صحية أصابت زوجك.

والآن وبعد أن كبر الأولاد تشعرين بالوحدة وتتمنين لو كان لديك عدد أكبر من الأولاد. وتفكرين بالتخلي عن زوجك والإنجاب، قبل فوات الأوان، إلا أنك من ناحية أخرى تحبين زوجك وتجدين صعوبة في التخلي عنه.

من حقك أن يكون لديك عدد كبير من الأولاد يملئون عليك الحياة وبالشكل الذي تحبين وتتمنين. وبعض الناس يستمدون معنى حياتهم من خلال وجود عدد كبير من الأولاد حولهم ويشعرون أن لا معنى لحياتهم إن لم ينجبوا.

خاصة المرأة في مجتمعاتنا، حيث ينظر المجتمع أحياناً للمرأة التي لم تنجب على أنها امرأة "ناقصة" ويتعامل معها بطريقة تختلف عن المرأة التي تنجب أو عن المرأة التي لديها أولاد كثير.

ونتيجة لهذه النظرة تقيس كثير من النساء صورتها عن ذاتها والمعنى لحياتها من خلال عدد ما تنجبه من أولاد، وحين تتوقف عن الإنجاب لأسباب مختلفة قد تشعر بأنها امرأة "ناقصة" لا وظيفة ولا دور لها في الحياة.

كثير من النساء يدخلن الحياة الزوجية مع هذه التصورات الناجمة عن التربية ويتملكهن خوف حقيقي إن لم ينجبن بسرعة أو إن لم يكن لديهن عدد كبير من الأولاد.

وبعض النساء لا يكون سعيدات في حياتهن الزوجية و لايستطعن لأسباب كثيرة الانفصال فيجدن في الانشغال بالأولاد وتربيتهم نوعاً من التعويض عن صعوبات الحياة وعن عدم رضاهن. وهذا نوع من التعويض أيضاً، ومحاولة لإقناع النفس بنوع من المعنى في الحياة.

وهناك أسباب كثيرة منها ما يدخل ضمن السياق الطبيعي للحياة نفسها ومنها ما ليس هو كذلك. إلا أن المهم هنا أن النساء اللواتي يرين أن حياتهم كلها لا تعني سوى "إنجاب الأولاد" سوف يعانين من الاكتئاب ويصبن بالخيبة والضياع عندما يكبر الأولاد ويستقلون.

والنساء اللواتي لا يعدن ترتيب حياتهم ويجدن معان جديدة للحياة واهتمامات أخرى يعانين كثيراً. وبعضهن يجدن معان جديدة للحياة من خلال الأحفاد، والبعض الآخر يبدأ من جديد بتعويض ما فاته من تعليم وتأهيل أو بممارسة هوايات وأنشطة اجتماعية مختلفة، في الجمعيات والمؤسسات التي تعتني بالأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها، حسب ما يتوفر في بلده.

إن المهم في رسالتك هو أنك تودين الإنجاب كي تشعري أن هناك من هو بحاجة إليك بعد أن استقل أولادك وأصبحت وحيدة وكأنك فقدت الإحساس بأنك مهمة ولك دور في الحياة وتودين الإنجاب كي لا تشعري بالفراغ، وكي لا ينظر الناس إليك نظرة شفقة وكي لا تكوني وحيدة وكي.. . وكي.. . . وأنت على استعداد للطلاق والزواج ثانية في سبيل بناء أسرة جديدة فيها عدد أكبر من الأولاد.

من حقك أن تتصرفي بحياتك كما تريدين فلا أحد يستطيع أن يمنعك من تحقيق ما تودين. ولكن قبل ذلك عليك أن تجيبي لنفسك عن مجموعة من الأسئلة: هل الأولاد في الحياة مجرد وسيلة لتعبئة وقت الفراغ ريثما تمضي الحياة إلى ما شاء ربي؟ هل كثرة الأولاد غاية بحد ذاتها؟

من الطبيعي أن تشعري بالفراغ بعد أن كبر أولادك، إلا أن الحل قد لا يكون في إنجاب المزيد والمزيد من الأولاد: فأنت تكبرين مع الزمن ولن تعود طاقتك في التربية كما كانت قبل عشرين سنة، والأولاد بدورهم سيكبرون ويستقلون وتظل المشكلة قائمة.

أنت تضحين بأسرتك في سبيل تأسيس أسرة أخرى جديدة، بمعنى أنك ستحطمين أسرة في سبيل هدف قد لا تكون هناك إمكانات لتحقيقه. فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هي الضمانات أنك ستجدين زوجاً جديدا بسرعة؟ ما الضمانات أن تكون حياتك في زواجك الجديد سعيدة ومستقرة؟

ربما يدفعك الاكتئاب وفقدان المعنى إلى التفكير بهذه الطريقة، ويجعلك لا ترين في متابعة الدراسة هدفاً يستحق الجهد، أو البحث عن مجالات جديدة ضمن نطاق الأسرة أو خارج نطاق الأسرة تطورين فيها ذاتك وتعرفين فيها نفسك أكثر وأفضل وتسعدين معها نفسك وأسرتك.

إن استقلالية أولادك لا تعني أنهم لم يعودوا بحاجة لك. إن ما تغير هو الدور فقط، إلا أنك تظلين لهم أماً ومن ثم يمكنك أن تكوني على درجة كبيرة من الأهمية لهم وتشاركيهم ويشاركوك الكثير الأمور الحياتية ويكونوا لك سنداً وعوناً كما أنت لهم أيضاً.

هذه بعض الأفكار التي أرجو أن تساعدك على اتخاذ القرار الصحيح بالنسبة لحياتك وأن تجدي فيها بعض النقاط التي تشجعك على التفكير بطرق متنوعة لمواجهة مشكلة الفراغ وفقدان المعنى الواقعة في أسره وتجدي الطريق الأفضل لك ولأسرتك.

مع تمنياتي بالتوفيق.


الكاتب: أ. د. سامر جميل رضوان

المصدر: موقع المستشار